تنتمي الثَّعابين لطائفة الزواحف، إلا أنَّها تتميز بخصائص خاصة بها، فهي ذات جسم أُسطوانيّ طويل، لا أرجل لها، ولا جفون، ولا آذان خارجيّة، تغطي جسم الثَّعابين حراشف مرنة، وهي من ذوات الدّم البارد؛ لذلك تعتمد على حرارة الهواء الخارجيّ لتنظيم درجة حرارة جسمها، وبالرغم من عدم وجود أرجل للثعابين إلا أنّها قادرة على الحركة بسرعة؛ وذلك بفضل الانقباض والانبساط المتتالي لعضلات جسمها المرنة، وتتكيف الثَّعابين للعيش في المناطق الباردة، فتبدأ بالسُّبات الشِّتوي عند اشتداد البرد، وتبقى نائمة حتى يبدأ الربيع وترتفع درجة الحرارة من جديد، أما الثَّعابين التي تعيش في المناطق الصحراويّة فتقضي فترة اشتداد الحرارة في الجحور المهجورة التي تحفرها الحيوانات الأخرى.[١]
تكاثر الثَّعابينتختلف طقوس ومواسم التزاوج بين الثّعابين، وذلك باختلاف أنواعها والبيئات التي تعيش فيها، فيبدأ موسم تزاوج الثَّعابين التي تعيش في الأماكن الباردة في أواخر فصل الربيع، ويستمر حتى بداية فصل الصيف فقط، أما الثَّعابين التي تعيش في الأماكن الاستوائيّة فيمكنها التزاوج طوال العام.
تعلن الأنثى عن استعدادها للتزاوج بالروائح المميزة للفرومونات التي تفرزها من غدد خاصة، وعندما يشم الذّكر هذه الرائحة يبدأ بالبحث عن الأنثى، وإذا صادف في طريقه ذكراً آخر يبدأ بالقتال غير العنيف، حيث يتواجه ذكور ثعبان الجرذان، والأفعويات على سبيل المثال، في وضعٍ عاموديّ ويبدأ كل منهما بمحاولة إخضاع الآخر، وذلك بدفع رأس غريمه للأسفل بطريقة مشابهة لمصارعة الذراع (المكاسرة)، وفي حين يفر المهزوم، ويبدأ الفائز بمغازلة الأنثى التي يعود إليها القرار النهائيّ بالتزاوج أو عدمه، تتخذ المغازلة في عالم الأفاعي عدة أشكال، منها وقوف الذّكر والأنثى في وضعٍ متوازٍ، ويبدأ الذّكر بالاهتزاز حول الأنثى فيما يشبه الرقص.
بعض أنواع الأفاعي تتزاوج بطريقة مختلفة، إذ تبدأ الذّكور بالبحث عن الأنثى، وعندما تجدها تُشكِّل حولها ما يُعرف بكُرَة التزاوج، وحين يتمكن أحدهم من التزاوج معها يبتعد باقي الذّكور، ينفصل الذّكر عن الأنثى فور حدوث التزاوج، فمن جهة تصبح الأنثى عدوانية إذا بقي الذّكر قريباً منها بعد التزاوج، ومن جهة أخرى فإنَّ الذّكر يفضل الإسراع للبحث عن فرصة ثانية للتزاوج إن أمكن، ويمكن للأنثى أن تُخزِّن الحيوانات المنويّة داخل جسمها لفترة تصل لسنة أو أكثر، كما يُمكنها اختيار الحيوانات المنويّة التي تستخدمها لتلقيح البويضات، وتُقسم الثَّعابين اعتماداً على طريقة تكاثرها إلى ثلاثة أنواع: الثّعابين البيوضة، والثّعابين الولودة، والثّعابين البيوضة الولودة.[٢][٣]
الثَّعابين البيوضةتتكاثر 70% من أنواع الثَّعابين بوضع البيض، فهي حيوانات بيوضة (بالإنجليزية: Oviparous)، ومن أشهر الثَّعابين التي تتكاثر بهذه الطريقة، الأنواع التي تنتمي لعائلة الأحناش (بالإنجليزية: Colubridae)، ومنها ثعبان الجرذان، وثعبان العشب، والثُّعبان الملك، ومعظم أفراد عائلة العرابيد (بالإنجليزية: Elapidae) مثل الكوبرا، والمامبا، وغالباً تتخلى الأم عن البيوض بعد وضعها مباشرة، إلا أنَّ إناث بعض الأنواع تقوم بحضن البيض؛ وذلك لتوفِّر لها درجة الحرارة المناسبة حتى تفقس، أما أنثى الكوبرا الملك فتبني عشاً لوضع البيض، وتظل بالقرب من البيوض حتى يخرج الصغار منها ثم تمضي لحال سبيلها.[٤]
الثَّعابين الولودةتُعدّ الثَّعابين الولودة (بالإنجليزية: Viviparous) من الظواهر الغريبة في عالم الزواحف، ومن أشهر أنواع الثَّعابين التي تتكاثر بالولادة، البوا العاصرة، والأناكوندا الخضراء، ولا تنتج الثَّعابين الولودة بيوضاً في أي مرحلة من مراحل دورة حياتها، ويتغذى الجنين في هذه الحالة عن طريق المشيمة، وكيس المح.[٤]
الثَّعابين البيوضة الولودةبعض الثَّعابين تنتج بيوضاً ولكنها تحتفظ بها داخل أجسامها إلى أن تفقس، وفي حين تبقى قشور البيض داخل جسم الأم، تخرج الصغار الحية من جسم الأم كما يحدث في حالة الولادة، تُسمى الحيوانات التي تتكاثر بهذه الطريقة حيوانات بيوضة ولودة ( بالإنجليزية: Ovoviviparous)، وعند خروج الصغار أحياءً من جسم الأم سواء كانت الثّعابين ولودة، أم بيوضة ولودة، تكون الصغار مكتملة النمو، وتبدأ بالاعتماد على نفسها من لحظة خروجها للحياة، فتكون الأنواع السّامة منها مزودة بالأنياب، والغدد السّمية الجاهزة للعمل.[٤]
نمو الثَّعابينيستمر نمو الثعبابين طوال فترة حياتها، ويكون مُعدل النمو كبيراً لدى الثَّعابين قبل البلوغ، ثم ينخفض تدريجياً إلا أنَّه لا يتوقف أبداً، يختلف جلد الثُّعبان عن جلود معظم الكائنات الحيّة بأنّه لا ينمو مع نمو الجسم، لذلك يتم استبداله بجلد جديد عندما يصبح ضيِّقاً، حيث تستبدل الثَّعابين الطبقة الخارجية فقط من الجلد وليس الجلد بأكمله، وتُسمى هذه العملية الانسلاخ (بالإنجليزية: Ecdysis).
معظم الثَّعابين تسلخ جلدها من (4-8) مرات في العام الواحد، ويعتمد معدل حدوث الانسلاخ على عدة عوامل منها، مستوى نشاط الثعبان، وكمية الغذاء التي يحصل عليها، ودرجة حرارة البيئة التي يعيش فيها، وتسبق عملية الانسلاخ فترة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين، ويصبح الجلد خلالها باهتاً، ويتصف الثُّعبان بالعصبيّة والعدوانيّة؛ وذلك لعدم تمكنه من الرؤية بسبب ظهور غمامة زرقاء على عيونه، وعندما يكتمل نمو الجلد الجديد تحت الجلد القديم يستعين الثُّعبان بالأسطح الخشنة؛ وذلك لحك جلد رأسه بها والتخلص من جلده القديم، وبعدها يتابع حك جسمه وحشره بين أشياء خشنة؛ حتى يعلق بها الجلد القديم، ويتمكن من التخلص منه، وبهذه الطريقة يتخلص الثُّعبان من جلده كقطعة واحدة، الأصل أن يتخلص الثُّعبان من جلده كقطعة واحدة وبدون صعوبات تُذكَر، إلأ أنَّ بعض الثَّعابين التي تعاني من مشاكل جلديّة، أو سوء تغذية، أو بعض الظروف المناخية غير المواتية قد تتخلص من جلدها على شكل قطع منفصلة، وتبقى منه بعض الأجزاء عالقة على جسمها.[٥]
تغذية الثَّعابينتتنوع طرق تغذية الثَّعابين تبعاً لأنواعها المختلفة، بعض الثَّعابين تعتمد طريقة الصّيد النشط، فتتحرك من مكان لآخر بحثاً عن فريسة، بينما تكمن الأنواع الضخمة من الثّعابين في مكانها، وتنتظر اقتراب الحيوانات الأخرى منها، وفي بعض الحالات قد تضطر للانتقال إلى مكان آخر إذا لم تنجح بالصيد، وتتمكن الثّعابين من تحديد أماكن الفرائس بعدة طرق، فبعض الثَّعابين تمتلك على جانبَي رأسها حُفًراً خاصة؛ وذلك لاستشعار حرارة الفريسة، وتحديد مكانها.
ويمكنها استخدام لسانها المشقوق الذي يتحرك باستمرار لالتقاط الروائح، بالإضافة إلى قدرتها على التقاط الاهتزازات التي تنتج عن حركة الحيوانات الأخرى، عندما تجد الثَّعابين السَّامة فريستها، فإنّها تقوم بقتلها باستخدام السُّم، الذي إمّا أن تحقنه في جسمها عند لدغها، أو تبصقه عن بُعد قد يصل إلى ستة أقدام باتجاه الضحية كما في الكوبرا الباصقة، أما الثَّعابين غير السّامة فتلتف حول فريستها، وتقوم بعصرها حتى الموت، كما تشمل قائمة طعام الثَّعابين، الثدييات، والأسماك، والضفادع، كما أنَّ بعض أنواع الثَّعابين تتغذى على الثَّعابين الأخرى، ولا تمضغ الثَّعابين فريستها بل تبتلعها بأكملها، وبعض الثَّعابين تتكيّف لالتهام البيوض خاصةً بيوض الطيور، لذلك توجد في حلقها عظام حادة لكسر البيضة والتهام محتوياتها، بعد ذلك تبصق القشرة خارجاً.[١]
المراجعالمقالات المتعلقة بكيف يولد الثعبان